نفرت عروق أرضى ..
غاضبة ،
وهزت الأحشاء .
كل البذار .. غربلت فى غمضة -
تلك التى كانت لها -
حضنا ..
ودفئا ،
وبكفها ألقت بها للريح .
حتى عيدانها الخضر أطاحت بها ،
ثم تثنت ، والتوت كحية ،
وأعطت نفسها للطين !!
ياضيعته ..
ذاك الذى حرث جفافا ..
صابها .
و بمقلتيه و ساعديه
لتربها ..
أعاد نبضا هاربا .
وفلى تعاريجَ ، مشط التواءات ..
تعذر محوها .
كم ليلة دار ساقية ..
تروى جفافها ..
تعشق ذا الغماء ..فكفاه
قلبا عاشقا يرى بعينيها !!
حتى اذا غيض ماء السواقى ..
دفق الدموع ريا ..
تحى موات ضلوعها .
الآن تفلته على جسر ،
تخاتله ..
غيرة .. حمقا كريها تناصبه ،
وتغور فى طين غفل ..
مازال يسكنها .
يقعى على حد الجنون ،
فاردا ذراعيه ..
مشبوحا على صليبة ..
وطينها يتشرب الدماء !!
سقط المريد ،
وضل عن المريد ..
كأنه للوهم صاغ ..
آنية و أطيافا ..
وضاجعها !
حتى إذا يدنو المريد،
يبتغى وصلا ..
بدا شريدا هائما ..
تؤرجحه اختلاجات ..
ويسحقه - فى البعيد - سراب !!
يطوى الطريق سعيا ..
لنهايات ..
ما مرت بخاطره ،
لكنها ظلت تشاكسه ..
ويدميها حنينا ،
وصبابة !
فليرحل الآن ..
ويبرى قلبه نايا ..
يغنيها ساعة ..
يوما ، وينفخ ..
وجده آهات ..
تدنيه من الوقت !
وكفاه ظل مريدا ؛
حتى طلوع السر ..
من عتماته !!!!
لا تسل أرضا عن زلاتها ،
ولا تسل ريحا عن اتجاه ،
ولا تسل مريدا كيف ضل ..
فقط توسل للدماء .. تفيض
تمنحك انتهاء !!